لە دایكبووى هەلەبجە-كوردستانى عيراق. نووسەر و روژنامەنووس، بایەخ بە بابەتە فیكرى و سیاسی و ئەخلاقی-ئینسانییەكان دەدات. سەدان وتار و ليكولینەوەى بە زمانەكانى كوردى و عەرەبی بلاو كردووەتەوە. تا ئيستە 7 كتيبی چاپ و بلاو كراوەتەوە، ئەوانیش: - مافى ئافرەت لە نيوان رەگەزسالارى و مروڤسالاریدا. - بەئایدیولوژیاكردنى ئاین. - جەدەلى ئیسلامى و عەلمانى. - ئەخلاق لە سیاسەتدا. -مروڤایەتیمان لە بوسەى ئایدیولوژیادا. - ئاین لە فیكرى مەسعود محەمەددا. - گوتارى ئاینى لەژير وردبیندا. *** *** *** عمر علي غفور، كاتب كردي من كوردستان العراق، من مواليد مدينة حلبجة. مهتم و كاتب بالقضايا الفكرية و السياسية و الانسانية، نشر له العديد من البحوث و الدراسات و المقالات باللغتين الكردية و العربية، بعضها على شكل كتب، حيث صدر له حتى الان 7 كتب باللغة الكردية.

الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

* ماهو عنوان الاسلام؟
(تصريح بابا بنيدكت مثيرا)
.................

عمر علي غفور
لم يكن ربط بابا الفاتيكان الاسلام بالعنف امرا جديدا على الجو السياسي السائد في عالمنا اليوم وخاصة في الشق الغربي، وان دبلمس البعض، فحمل بعض التيارات الاسلامية و ليس الاسلام نفسه مسؤولية العنف الاسلامي المستشري. فهل يشكل العنف عنصرا جوهريا في بنية الاسلام كدين في ظل صورته التاريخية الممزوجة بالفتوحات العسكرية الكاسحة والتي على ظهرها انتشر الدين في البلدان المفتوحة؟

تجيب الغالبية من المسلمين بالنفي مؤكدين على انه حتى الفتوحات كانت حروبا دفاعية(او كما يسميها الامريكان هذه الايام بالحرب الاستباقية)، بينما يوجد تيار يوصف بالاقلية يؤمن بالعنف المقدس وسيلة لنشر الدين الذي لابد ان يظهر في الارض، ويرفض وصف الفتوحات بحروب دفاعية لانهم مامورون دينا بقتال الناس حتى يقولوا (لااله الا الله)، كما جاء في الحديث.
ولكن اذا كانت الاغلبية ترفض فكرة الاسلام العنيف وتعتبر الاسلام دين الحرية و التسامح و الاعتدال و الحضارة و الانسانية، فلماذا لم تنجح في جعل احدى هذه المفاهيم المذكورة عنوانا عالميا للاسلام بحيث يصبح الاسلام رمزا لواحد او اكثر من هذه العناوين بدل ان يصبح بالفعل، ايا كان السبب، عنوانا للعنف و الارهاب ، ما يعني ان ما يسمى بالاقلية المنعزلة قد نجحت في مشروعها لجعل العنف عنوانا للاسلام. وهذا يعني ان تصدرالعنف عنوانا للاسلام و المسلمين ليس جعلا غربيا فقط، كما نردده دوما، بل ان قصور و عجز التيار المعتدل في عولمة عنوانه المفضل للاسلام هو السبب الرئيس في ذلك.
تاريخ المسيحية، كما يعلم الجميع، ليس كله تاريخ محبة و سلام، فتحت رايتها ارتكبت اعمال وحشية تقشعر منه الجلود والابدان ليس فقط في الحروب التي وقعت بين المسيحيين و غيرهم، مثل الحروب الصليبية في القرون الوسطى، بل بين اتباع المذاهب المسيحية نفسها، فخلال حرب الثلاثين سنة (1618-1648) بين الكاثوليك و البروتستانت في المانيا وحدها قتل حوالي 20 مليون شخص. ولكن العقل المسيحي نجح نجاحا باهرا في تحويل انظار العالم عن هذا التاريخ ليجعل (السلام) و (المحبة) عنوانا عالميا لدينهم، فباتت المسيحية في نظر العالم المعاصر مهدا و رمزا للسلام و المحبة.
كانت الشيوعية رمز الاستبداد و الطغيان ، ولكن بعد سقوط الشيوعية انخرط مريدوا في خطة لطي الصفحة الدموية من ذاكرة الناس واعادة تسويق انفسهم في مظهر مقبول، وذلك باطلاق عنوان (القوى الديمقراطية) على حركتهم، بحيث اذا ذكر احد القوى الديمقراطية عندنا فان الاذهان تذهب الى ان المقصود بها اليساريون. فلماذا افلح الجميع الا المسلمون (المعتدلون) في طي صفحتهم العسكرتارية من اذهان العالمين ليخرجوا على العالم تحت عناوين من قبيل السلام او العدالة او التسامح او...الخ..
والعنوان ليس شيئا شكليا ابدا، فعنوانك يؤثر على شخصيتك و سلوكك بشكل ينسجم و مضمون العنوان. فاذا اشتهر عشيرة او حزب مثلا بالوفاء او الصدق او الشجاعة او الثقافة او غيرها، فان كل افراد العشيرة او الحزب، بمن فيهم الذين لايتصفون بتلك الخصال، يحاولون ان يتمظهروا في المظهر الذي اشتهر به عشيرتهم/ حزبهم. فحين يشعر المسيحي بان السلام هو عنوان دينه فانه يحاول ان يجعل نفسه نموذجا للسلام و المحبة في وسطه. واذا شعر المسلم ان العنف هو عنوان الاسلام فانه يميل الى العنف دون ان يشعر. وان شعر ان الخير و الانسانية و العدالة هي عنوان الاسلام فانه يندفع، او يجبر نفسه ليندفع نحو تجسيد تلك القيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق