لە دایكبووى هەلەبجە-كوردستانى عيراق. نووسەر و روژنامەنووس، بایەخ بە بابەتە فیكرى و سیاسی و ئەخلاقی-ئینسانییەكان دەدات. سەدان وتار و ليكولینەوەى بە زمانەكانى كوردى و عەرەبی بلاو كردووەتەوە. تا ئيستە 7 كتيبی چاپ و بلاو كراوەتەوە، ئەوانیش: - مافى ئافرەت لە نيوان رەگەزسالارى و مروڤسالاریدا. - بەئایدیولوژیاكردنى ئاین. - جەدەلى ئیسلامى و عەلمانى. - ئەخلاق لە سیاسەتدا. -مروڤایەتیمان لە بوسەى ئایدیولوژیادا. - ئاین لە فیكرى مەسعود محەمەددا. - گوتارى ئاینى لەژير وردبیندا. *** *** *** عمر علي غفور، كاتب كردي من كوردستان العراق، من مواليد مدينة حلبجة. مهتم و كاتب بالقضايا الفكرية و السياسية و الانسانية، نشر له العديد من البحوث و الدراسات و المقالات باللغتين الكردية و العربية، بعضها على شكل كتب، حيث صدر له حتى الان 7 كتب باللغة الكردية.

الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

* لاصحاب الحلول السحرية!

* لاصحاب الحلول السحرية!


عمر علي غفور

وجود الاخر المختلف و الناقد، ضروري ليس فقط لانه انسان و له حق الوجود، بل لان وجوده يخدم عقل الذات، كيف؟
فالانسان حينما يتحدث لاناس بسطاء ممن يشاركونه الملة او غيرها حيث الكل مستمع مطيع، فانه غالبا ما يشل ملكته العقلانية والنقدية ويطلق لخياله و عاطفته العنان ولايتوانى عن قول اشياء او طرح حلول سحرية لايستسيغها العقل و المنطق، وبذلك يغدو شخصا عاطفيا و يربي جمهورا من طرازه. اما عندما يتحدث في حضور جمهور متحدث و ناقد فانه لن يتفوه بقول الا بعد ان يمحصه في ذهنه مخافة ان يرد عليه الحاضرون. وبذلك يضطر الى تنمية قدراته العقلية.
للاسف فان الخطاب الغالب على الكثير من المنابر الدينية عندنا، سواء كانت جوامع او برامج اذاعية او تلفزيونية، هو من النوع الاول، حيث هناك جمهور مستمع و صامت، فيغرق المتكلم في متاهات عواطفه، ليخرج لنا بحلول سحرية! لمشاكلنا العويصة، اليكم امثلة:
* في خطبة الجمعة، اكتشف خطيب مخرجا سحريا لمشكلة عقوق الوالدين، وذلك بالتاكيد على ضرورة ان يذكر الرجل البسملة قبل الجماع، وكرر ذلك ربما اكثر من عشر مرات مؤكدا على ان سبب الكثير من المشاكل بين الاباء و الاولاد يعود الى ان الاباء لم يذكروا اسم الله اثناء الجماع لذلك جاء النبت طالحا.
نفس الخطيب الح مرة اخرى على اننا نستطيع القضاء على الفقر عن طريق تلاوة القران في بيوتنا، لان الشيطان، الذي يعدنا الفقر، لايدخل بيتا يقرا فيها القران.
* تحدث داع مرموق عن حديث(ماء زمزم لما شرب له)، ثم استشهد بقصة رجل اصيب بالسرطان ويئس من الاطباء، ثم شفي بعد شربه ماء الزمزم بنية العلاج. واستنتج ان شرب ماء زمزم كفيل بشفاءنا من كل الامراض.
* اقترح مؤخرا مقدم برنامج اذاعي على الوزارات المختصة طريقة سحرية للقضاء على انفلونزا الطيور، وذلك باستخدام (الحبة السوداء)، لانها دواء لكل داء.
وهناك المزيد من الامثلة.
في البداية ارجو ان لايظنن ظان انني استخف باهمية البسملة او الاحاديث النبوية التي ذكرت في الامثلة، فلست من هذا الطراز، وانما جل ما اقصده هو ان هذه التصورات المذكورة في فهم النصوص يتناقض مع منطق الاشياء و مع منطق الاسلام، لان الجميع يدرك ان من المستحيل الحصول على ولد صالح و مطيع بمجرد ذكر البسملة قبل الجماع، والخطيب نفسه يعرف ذلك، ويعرف كذلك ان القضاء على الفقر، لن يكون عن طريق قراءة القران الكريم او الاستماع له ، فلم اطلاق هذا الادعاء باسم الدين؟
وليس هناك عاقل يعتقد ان مجرد تناول الحبة السوداء او العسل او شرب ماء الزمزم بنية، سيشفي كل المرضى، المصابين بمختلف الامراض من سل و انواع السرطان و الروماتيزم و السكري و ضغط الدم والانفلونزا بانواعها و الجدب و..الخ من امراضهم، فلو كان ذلك ممكنا لبطلت الحاجة الى كل تلك الجهود و المصاريف التي تبذل في شتى فروع الطب لايجاد الادوية التي من شأنها علاج الامراض المختلفة. وهل اكتفى اي داعية او عالم دين بهذه المواد المذكورة وترك الذهاب الى المستشفى؟
هذا الخطاب مضر بعقلية المتكلم و بعقلية الجمهور على حد سواء، لانه يربي ذهنية مستبسطة في نظرتها و تحليلها للامور و المشاكل الشائكة و من ثم في ايجاد الحلول الكفيلة باجتيازها، ويضر، كذلك، بالدين الذي يقترح تحت لافتته هذه الطروحات السحرية المضللة والعقيمة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق